تكملة لسيرة المرحوم :-
أسهم المرحوم في تأسيس
وزارة الداخلية التي كانت واحدة من أهم وزارات السيادة التي تضطلع بالأعباء
الجسيمة والأساسية في توطيد أركان الاستقرار والأمن في الدولة، وإذا كان معروفاً
عن رجال الداخلية والأمن أن الانضباط يجعلهم يميلون إلى الشدة أو القسوة في بعض
الأحيان، وهذا لم يفقد الفريق حمودة بن علي -رحمه الله - صفة الرحمة والتواضع، بل
إنه كان على قدر عالٍ من الحرص على الاستماع لشكاوى الناس من مواطنين ووافدين ضمن
نطاق القانون والعمل الإنساني، لإيجاد حل لمشكلاتهم وتفريج الكرب عنهم، فالقاعدة
عنده لا ضرر ولا ضرار وأن كسب حب الناس هو رأس المال الحقيقي والشيء الوحيد الذي
لا يمكن أن يشترى بثمن .
وفي نوفمبر عام 1990
عين المرحوم وزيراً للداخلية، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام ،1992 ليبدأ مسيرة
جديدة من البذل والعطاء لا تقل في معناها ومردودها عن تلك التي خاضها من قبل من
دون كلل أو ملل .
وكان مرافقا للمغفور له
بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - في العديد من المؤتمرات
الخليجية والعربية والدولية بصفته عضواً في الوفد الرسمي للدولة، ولوحظ اهتمامه
بمختلف القضايا العربية انطلاقاً من حسه القومي وتأثراً بما يحدث في هذا الجزء أو
ذاك من الأمة العربية .
كان للفقيد دوره البارز
في تفعيل التنسيق والتعاون بين الدول العربية في المجالات الأمنية، فقد ترأس
الاجتماع السادس لوزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي الذي استضافته عاصمة
الدولة أبوظبي عام 1987 كما شارك في جميع اجتماعات وزراء الداخلية العرب، حيث ترأس
اجتماعات المؤتمر عام 1986 وشارك كذلك في لجان وزارية عدة في المجالات السياسية
والأمنية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية والإعلامية .
ومنح وسام مجلس التعاون
الخليجي خلال القمة العاشرة في مسقط تقديراً لدوره البارز في المجالات الأمنية،
وتتويجاً للجهود التي بذلها، ولسعيه في تقوية أواصر الأخوة والتعاون، وعرفاناً بما
قدمه على المستويين المحلي والدولي، كما زاده تكريماً تفضل المغفور له بإذن الله
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله -بمنحه وسام الخدمة المخلصة يوم 10 مايو
عام 1988م .
وفي عام 1992 كرمه
المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - أيضاً بترقيته
إلى رتبة فريق وتعيينه مستشاراً خاصاً لسموه، وقد عمل خلال هذه الفترة مواصلاً
جهوده وعزمه في صمت وتفان مفيداً لقيادته وشعبه ووطنه إلى أن وافته المنية يوم 8
سبتمبر عام2001، ليترك حسرة في قلب كل من عرفوه وأحبوه، وليمضي إلى جوار ربّه بعد
أن أدّى الذي عليه تاركاً وراءه سيرة عطرة ونهجاً أصيلاً واضح المعالم والأسس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق