السبت، 12 مارس 2016

سيرة حمودة بن علي الظاهري ج3

لقد أحب الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقال: إن نعم الله عز وجل كثيرة لا تعد ولا تحصى ومن إحدى هذه النعم علينا أن أكرمنا الله بالشيخ زايد، ليكون منقذاً لهذه الأمة وقائداً لها آخذاً بيدها ومنتشلاً إياها من ظُلمات الجهل والفقر والمرض والتخلف إلى مصاف الدول المتقدمة .
حالياً يوجد مسجد في منطقة الخبيصي بالعين باسمه، المسجد بُني على الطراز الإندلسي

المصادر:

سيرة حمودة الظاهري ج2

تكملة لسيرة المرحوم :-

أسهم المرحوم في تأسيس وزارة الداخلية التي كانت واحدة من أهم وزارات السيادة التي تضطلع بالأعباء الجسيمة والأساسية في توطيد أركان الاستقرار والأمن في الدولة، وإذا كان معروفاً عن رجال الداخلية والأمن أن الانضباط يجعلهم يميلون إلى الشدة أو القسوة في بعض الأحيان، وهذا لم يفقد الفريق حمودة بن علي -رحمه الله - صفة الرحمة والتواضع، بل إنه كان على قدر عالٍ من الحرص على الاستماع لشكاوى الناس من مواطنين ووافدين ضمن نطاق القانون والعمل الإنساني، لإيجاد حل لمشكلاتهم وتفريج الكرب عنهم، فالقاعدة عنده لا ضرر ولا ضرار وأن كسب حب الناس هو رأس المال الحقيقي والشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يشترى بثمن .

وفي نوفمبر عام 1990 عين المرحوم وزيراً للداخلية، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام ،1992 ليبدأ مسيرة جديدة من البذل والعطاء لا تقل في معناها ومردودها عن تلك التي خاضها من قبل من دون كلل أو ملل .
وكان مرافقا للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - في العديد من المؤتمرات الخليجية والعربية والدولية بصفته عضواً في الوفد الرسمي للدولة، ولوحظ اهتمامه بمختلف القضايا العربية انطلاقاً من حسه القومي وتأثراً بما يحدث في هذا الجزء أو ذاك من الأمة العربية .
كان للفقيد دوره البارز في تفعيل التنسيق والتعاون بين الدول العربية في المجالات الأمنية، فقد ترأس الاجتماع السادس لوزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي الذي استضافته عاصمة الدولة أبوظبي عام 1987 كما شارك في جميع اجتماعات وزراء الداخلية العرب، حيث ترأس اجتماعات المؤتمر عام 1986 وشارك كذلك في لجان وزارية عدة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية والإعلامية .
ومنح وسام مجلس التعاون الخليجي خلال القمة العاشرة في مسقط تقديراً لدوره البارز في المجالات الأمنية، وتتويجاً للجهود التي بذلها، ولسعيه في تقوية أواصر الأخوة والتعاون، وعرفاناً بما قدمه على المستويين المحلي والدولي، كما زاده تكريماً تفضل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله -بمنحه وسام الخدمة المخلصة يوم 10 مايو عام 1988م .
وفي عام 1992 كرمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - أيضاً بترقيته إلى رتبة فريق وتعيينه مستشاراً خاصاً لسموه، وقد عمل خلال هذه الفترة مواصلاً جهوده وعزمه في صمت وتفان مفيداً لقيادته وشعبه ووطنه إلى أن وافته المنية يوم 8 سبتمبر عام2001، ليترك حسرة في قلب كل من عرفوه وأحبوه، وليمضي إلى جوار ربّه بعد أن أدّى الذي عليه تاركاً وراءه سيرة عطرة ونهجاً أصيلاً واضح المعالم والأسس .

سيرة حمودة بن علي الظاهري

ولد المرحوم حمودة بن علي الظاهري في مدينة العين عام 1943م .. و توفي عام 2001م .. 

في عام 1956 انخرط في دائرة الجوازات والجمارك في أبوظبي، كما اشتغل كاتباً لدى المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حتى عام ،1957 ليلتحق بعد ذلك بقوة الشرطة عام ،1958 كما التحق بكلية الشرطة في دولة الكويت، وتخرج عام1961 حاصلاً على دبلوم كلية الشرطة برتبة ملازم، ليعود بعد ذلك إلى موطنه ويعمل في الشؤون الإدارية والتحقيق الجنائي في عدد من مراكز الشرطة بالمناطق البترولية .


لقد أهلّته كفاءته وإخلاصه في عمله إلى صعود سلم المسؤولية، حيث عين مساعداً لقائد الشرطة ثم نائباً لقائد الشرطة والأمن عام ،1969 ثم وكيلا بوزارة الداخلية في حكومة أبوظبي في عام ،1971 حيث شهد في هذه الفترة الجهود الحثيثة التي كان يبذلها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله - وإخوانه حكام الإمارات لوضع الأسس المتينة للاتحاد، ولا
شك في أن تلك الفترة وأحلامها تركت أثرها العميق في نفسه وتوجهاته الوطنية الوحدوية، وجعلت فكره يتابع عن كثب كل خطوات التطور التي أحدثها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان في مسيرة البلاد .

وحظي بمكانة خاصة عند المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي سنة 1972 عين وزير دولة للشؤون الداخلية في الحكومة الاتحادية، وكان الظن في اقتداره وجدارته في محله، لتناط به رئاسة جهاز أمن الدولة إلى جانب منصبه وزيراً للشؤون الداخلية عام ،1976 وقد اتسمت شخصيته بالقوة والحكمة وتجمعت فيه العديد من السمات العربية الفريدة والمتميزة .